المشاركات

عرض المشاركات من أبريل, 2025

ولا كل اليخنات

صورة
  هل تظن أن كل يخني... يخني؟ آه يا سيدي العزيز، لو تدري كم يخنة مرت عليّ دون أن تترك فيّ غير عسر هضم فلسفي! اليوم، وأنا أجر خطاي المتهالكة عائدًا من العمل، وجدت نفسي واقفًا — بقدرة قادر — قدام بائع الخضار إياه، رافع أكمامه كأنه داخل معركة مصيرية مع الكوسة والبطاطس. ابتسم لما شافني وقال وهو بيرص الكوسة: "والله ورجلينا تقلت على الكوسة... يا أستاذ، عايزين فتوى منك نطبخها ولا نكتبها!" فضحكت، وأنا أشاور على البطاطس. مسك حباية منهم، قلبها في إيده كأنها خاتم ألماس وقال: "تصدق يا أوستاذ ... الحباية دي كانت بتسأل عليّك امبارح، قالتلي وحشني أبو الأساتيذ!" قلتله وأنا باداري ضحكتي: ـ "يخرب عقلك... بطاطس إيه دي إللي بتسأل عليّ؟ ناقص تكتبلي جواب كمان!" قهقه وقال: "آه يا أستاذ، زمنك ده كله مقلوب... البطاطس بتتكلم، والكوسة بتخطب، والقرع بيحكم!، واليوم هاينقلوا السوق من مكانه" أخذت حاجتي وأنا بقسم بالله في سري: لو فضل الراجل ده يحكي، هأكتب عنه رواية اسمها "رجل يربّي الخضار على الكلام". حدثتني نفسي : لماذا لا أجرب أن أكون طاهياً ليخنة تُكتب في التاريخ؟ ب...

إنسان

صورة
  إنسان أنا الوفرة وأنا ما ندر وقل أنا طفرة أنا المعرفة والجهل أنا الخائن والمغدور أنا الظلمات والنور أنا الماء  والخضار و الرعد و الإعصار في تكويني تضاد فأحيانًا حصاد وأحيانًا جراد لا أحد يشبهني ولا أشبه أحد أينما وليت يرافقني المدد خليط غير ممل فيه من كل شيء    ... كأنه " كل " تارة ناسك وتارة فاسق أملك ؛ وأكابد وأحب وأمل من جديد ولا أعرف لماذا بالتحديد ؟ لا شيء عندي عزيز الكل طعمه لذيذ وحينما أيأس يشدني بقوة  مارد إلى عالم بعيد  وتتغير كل الأشياء و أنسى من أنا لأبدأ رحلة  شقاء وأعود أضحك  وأعود أحب من جديد وأنا أعلم أني سأخان أو أخون وأعود كي أكون مثقلًا بالأحزان وأعود أدعو وأتعبد وأنا مدمن خمر وأعود لحلقات الذكر وأنا أعلم أني شرير  إلى متى ؟ سأظل حائراً في البحر بلا بوصلة أو خط سير فكل الأمواج تتشابه أين مني  الشطآن ألملم بقايا إنسان ملعونة هي الكآبة ملعونة هي الرتابة متى أعود ؟ متى أعود ؟ اشتقت للإنسان 

ولا كل الكبدات

صورة
  أتذكرون السوق ؟ إنه يقطع طريق عودتي من عملي ، وأثناء عودتي مرهقًا قليلًا رأيت بائع اللحوم يقطع كبدة ويعبئها في أطباق ومن ثم يغلفها ويضعها في ثلاجة عرض ، فنسيت تعبي وإرهاقي وتذكرت إجابة ابنتي الكبرى عن سؤالي الوجودي في مقالي السابق "ولا كل الشكشوكات" فتسمرت قدماي ووقفت أمام البائع شارد الذهن قليلًا ، فبادر بسؤالي : أؤمر يا أبو الأساتيذ ، أجيبلك إيه ؟ فتنبهت وقلت بكام كيلو الكبدة النهاردة ؟ فقال : ١٦٠ جندي بس يا أستاذ ، فتلبستني روح المتمرس العارف بأنواع الكبد وقلت ، ودي مستوردة من أي بلد ؟ قال بلا تردد : برازيلي برازيلي يا أستاذ ، فضحكت وقلت : أكيد كانت بتلعب كورة ، ثم قلت للرجل لما وجدته لم يستحسن أفشتي : طيب يا حاج عبيلي طبق ب ١٠٠ جندي ، ثم أخذت الكبدة ومشيت غير مدرك حجم التوريطة التي ورطت بها نفسي ! وماذا بعد ؟ سرت ولا أنتوي أي شيء ، حتى توقفت قدماي مرة أخرى عند بائع الخضروات إياه ، وأكيد لسة فاكرينه ، هذا البائع المتنمر ، ذهبت و ناوي له على نية ، لكن بمجرد أن رآني تذكرني فابتسم ابتسامة مصرية صافية أطفأت نار نيتي له ، فابتسمت وقلت : إوزن كيلو بطاطس ، فضحك القهقة وقال : إن...

حكايات مصرية ٣

صورة
 هنا القاهرة - شبه دولة المماليك  هنا القاهرة عاصمة الخلافة العباسية ، وعاصمة السلطنة المملوكية في ذات نفس الوقت ، أيوه زمبقولك كده  ، فبعد قتل التتار للمستعصم بالله آخر خلفاء العباسيين في بغداد ، ظلت الخلافة بلا خليفة لما يقرب من ثلاث سنوات ونصف تقريبًا ، حتى وصل المدعو " أحمد المستنصر بالله " في ظروف غامضة إلى القاهرة في شتاء عام ١٢٦١ م أثناء حكم السلطان الظاهر بيبرس وكان عمر المستنصر هذا وقتها يقارب ال ٣٥ عام ولا يعرف بالتحديد إن كان هذا المستنصر قد أتى ضمن مجموعة من عرب الحجاز الذين كانوا ينزحون إلى مصر بحثًا عن رغد العيش ضمن سلسة من هجمات النزوح الشرسة للعربان والتي كانت تتسم بالعنف والسطو والقلاقل التي كانوا يفعلونها أثناء تلك الفترة التي اتسمت بعدم الاستقرار في شبه الجزيرة العربية ، وقيل إيضًا في مجيئ المستنصر إلى مصر ، أنه جاء بناء على طلب من سلطان مصر الظاهر بيبرس ، وهنا يجب أن نتوقف قليلًا ، فبيبرس البندقداري كان سلطانًا قويًا ، حتى أن بعض المؤرخيين يعتبرونه سلطان المماليك البحرية الأول ، رغم شهرة سابقه " سيف الدين قطز " والدور العظيم الذي أداه في منازلة ا...

حكايات مصرية ٢

صورة
قوم يا مصرى مصر دايما بتناديك خد بنصرى نصرى دين واجب عليك يوم ما سعدى راح هدر قدام عينيك عد لى مجدى اللى ضيعته بأيديك شوف جدودك فى قبورهم ليل نهار من جمودك كل عضمة بتستجار صون أثارك ياللى دنست الاثار دول فاتولك مجد و أنت فوت عار شوفت اى بلاد يا مصرى فى الجمال تيجى زى بلادك اللى ترابها مال نيلها جى السعد منه حلال زلال أيضًا الرائع ... بديع خيري في العام ١٨٣٢ م لم تنسى فرنسا حلمها بشق قناة تربط بين البحرين فأرسلت وفدًا من خيرة مهندسيها ، واستطاعوا الحصول على إذن من رجل الدولة المحنك " محمد علي " بالذهاب إلى الموقع من جديد وتأكدوا أن " لوبير " مهندس " نابليون " قد أخطأ في الحساب ، وأثبتوا أن مستوى المياه في البحرين واحد ، لكن " محمد علي " وافق على الحفر بشرطين في منتهى الحنكة والذكاء ، رغم كونه لم يكن مصريًا لكن ولائه كان مصريًا ، بعكس مصري اليوم والذي ليس لديه ولاء إلا للأعداء ، نعود لشرطي " علي " أما الأول : أن تضمن القوى العظمى حيادية القناة وبالتالي الاعتراف الضمني باستقلال مصر ، وأما الثاني - وأرجوك انتبه جيدًا له - أن تمول القناة بال...

حكايات مصرية ١

صورة
  هز الهلال ياسيد كراماتك لاجل نعيد حد الله مابيني وبينك غير حب الوطن ياحكومة ماحناش حبة بلاليص حاطينها فوق الكراسي بكرة المولى يعدلها وفي الدنيا عمرك ما تقاسي هز الهلال ياسيد كراماتك لاجل نعيد الرائع بديع خيري كلمات مصرية صٍرفة ، وحكاية مصرية صٍرفة بتبدأ سنة ١٨٧٤ ق.م لما قرر عظيم مصر " سنوسرت الثالث " الملك الخامس للأسرة الثانية عشر ، وأعظم ملوك عصر الدولة الوسطى ، ووالد العظيم " أمنمحات الثالث " ملوك الحروب والرخاء ، ولا تسألني كيف يجتمع الحرب والرخاء في آن واحد ، لكنه تحقق بالفعل في عهد العظماء  ، أما في عهد الجبناء فلا حرب ولا رخاء ، هكذا أخبرنا ويخبرنا " أبانا " التاريخ ، سنوسرت شق قناة تربط بين البحرين المتوسط والأحمر عبر نهر النيل ، عرفناها باسم " قناة سيزوستريس " وبالمناسبة هذا الاسم هو نفسه اسم " سنوسرت" كما نطقه الإغريق ، وتكمن أهميتها في أنها زادت من حركة التجارة بين " كمت " و " بونت " ، أقصد " مصر " و " الصومال " كما عززت أيضًا التجارة بين مصر وجزر المتوسط ، ولأسباب تتعلق بضعف الدولة أ...

ولا كل الشكشوكات

صورة
  كنت قد اشتقت كثيرًا للأكل من عمل يدي ، وسرعان ما أشمرت يداي ، وتولد بداخلي حماس هائل مهول ، فاتخذت قراري الحازم الحاسم وتوجهت إلى السوق غير مباليًا ، وبكل شجاعة سحبت كيسًا بلاستيكيًا و شرعت في تعبئته بحبات الطماطم الصغيرة المستديرة بل كاملة الاستدارة ، ثم وبكل بهجة تناولت كيسًا آخر ، وكأني أعلنها بيني وبين نفسي - أنا هاخربها النهاردة - ووجدتني أملأ الكيس الآخر بصلًا رأيته مبصولًا ، لا شك أنني سعيد بل في غاية السعادة ، فمنذ زمن بعيد لم أفعل هذا ، وأكتفي بسد رمقي من عمل يد الناس ، ومهما كان الأكل الجاهز لذيذ ، أنت لا تجد نفسك فيه ، أنت هنا متلقي ، و دورك غير مؤثر ، وكأن البائع فضح أمري وأنتم تعلمون أن للبائعين المحترفين نظرة ، فأنا لست زبونًا دائم ، فأمسك بكيس الطماطم و هم بسؤالي : أوزن لك نصف كيلو يا أستاذ ، فأجبت بتعالي وربما بعض الاستنكار : نصف كيلو إيه يا عم هو أنا هاعمل سلطة ، كنت أود لحظتها إخباره بأني سأطبخ ، لكني وفي اللحظات الأخيرة سحبت الكلمة من أطراف شفتاي ، فبدلتها مسرعًا وقلت بملئ الفم : أنا عاوز كيلو ، ثم تكرر مع البصل ما حدث للطماطم ، فارتبت من أمر الرجل ، لكني أمام ...

لعنة الخامسة صباحًا

صورة
الأستاذ عبد الناصر رجل يحمل التاريخ في طيات عقله، ويحمله التاريخ في ملئ عيونه. معلم من طراز فريد، له أسلوبه الخاص جدًا والمميز في توصيل ونقل المعلومات، حيث تنساب من فمه كأنها نهر متدفق يجري بتؤدة ورزانة؛ فتنزل على مسامع مريديه سهلة وبسيطة وممتعة. لم تكن حصته مثل باقي الحصص مملة يغالب بعض الطلاب في منتصفها النعاس، بل كانت منذ انطلاقها وحتى توقفها كأنها فيلم مصور باحترافية شديدة. الكلمات منمقة ومختارة بعناية في تسلسل غريب، تجبرك كل كلمة على تتبع وتعجل ما بعدها. كما كان رحيمًا، إنسانيته تسمو به إلى درجة القديس لا المعلم. كان أبًا عطوفًا لكل طلابه رغم عدم إنجابه، كان يحظى باحترام الصغير قبل الكبير. هو لا شك عندي رجل جاء من عالم آخر غير عالمنا. يعيش في شقته في الدور الخامس من العمارة الخامسة من مجمع مساكن حيّنا الشعبي، مع زوجته الرقيقة "الست بدرية" كما كان يناديها دائمًا. وزوجة معلمنا كانت سيدة كأنها تشبهه كثيرًا، إلا أنها بيضاء، ذلك البياض الرائق الذي إذا دققت فيه قليلًا ربما ترى صورتك في وجهها. وكانت طويلة، ممشوقة، رشيقة رغم تقدمها في السن، لكن صوتها توقف عند مرحلة الطفولة، ما أ...

عقلي الذي احتلوه

صورة
  منذ فترة ليست قصيرة قاطعتني الأفكار ، وتوقف عقلي عن التفكير ، ولا أدري هل هذا تمرد على سوء الأوضاع المحيطة ، سواء كانت إقتصادية أو سياسية أو حتى إجتماعية ، أم أنه وضعًا طبيعيًا وتماهيًا مع كل تلك الأحوال الصعبة بل والجنونية التي نمر بها ونعيشها؟ لدرجة أن صديقي العزيز "علي أبو هميلة" خرج عن صمته وسألني أكثر من مرة: "مالك يا علي؟" - أنا - وكنت أختلق الأعذار بل وأتفنن في الهروب من الإجابة على سؤاله، فأنا في الحقيقة ليس عندي إجابة واضحة. هل أفلس عقلي عن إنتاج فكر؟ هل أنا أمر بحالة اكتئاب حادة أفقدتني صوابي ورشدي؟ هل فقدت الأمل في التغيير والإصلاح، وبالتالي فقدت الرغبة في الاستمرار وفي الحياة عمومًا. محاولة للبقاء على قيد الحياة الفكرية: لكني طوال تلك الفترة لم أوقف عقلي تمامًا، نعم قلل عقلي من نشاطه لكني كنت أغذيه بالقراءة والاطلاع المستمرين. قلت لنفسي: بما أنه ليس هناك مخرجات، فلا نوقف المدخلات، علها تنفعنا يومًا. واليوم قررت فجأة أن أتوقف، وأسأل نفسي: ما فائدة إنهماكي في القراءة، وتعبئة رأسي بذلك الكم الرهيب من المعلومات والمعارف، دون أن يكون لها فائدة؟ رحلة داخل عق...

الوعي و علي محمد علي

صورة
"الوعي أعيا صاحبه" الوعي أعيا صاحبه ، كثيرًا ما انتقدت منطق هذه العبارة للوهلة الأولى التي وقعت فيها على مسامعي ، وكنت أسأل نفسي ، كيف ؟ ومن المفترض أن الإنسان كلما وعى أكثر إرتاح أكثر وهدأ ، وكان مايزيد غرابتي وتعجبي أكثر أن من يشتكي من الوعي هم كبار المفكرين والفلاسفة العظام ، قالوا كلامًا غريبًا عجيبًا في وصف حالة الوعي لديهم ، حتى أن أحدهم قال : " إن النار المنبعثة من المعاناة ، هي نفسها النور الذي يضيء الوعي ، وآخر قال : : إرتفاع الوعي يزيد الآلام ، وأغلب المصابين بالإكتئاب النفسي هم المثقفين . الوعي... رؤية فردية لا إجماع حولها واستكمالًا لحالة الغرابة عندي أنه لم يتفق أحد تحدث عن الوعي سواء بالوصف أو بالتحليل مع الآخر ، الكل وصف من زاويته هو ، من منظوره هو ، من تجربته هو ، وهذا شيء مخيف يجرنا إلى استنتاج غاية في الخطورة ، كما فسره فيلسوف المجانين " نيتشه " وهو أن الوعي نفسه ماهو إلا " وهم " من ضمن أوهام كثيرة أوهم بها الإنسان نفسه ، بل وذهب لأبعد من ذلك حيث ألزم الإنسان نفسه بهذا الوهم ، ومثل الوعي العمل والحب والعلاقات الاجتماعية بأنواعها والط...

كلام في علم الكلام | علي محمد علي

صورة
> ✍️ في هذه المقالة أقترب من اللغة، لا كمجرّد أداة تواصل، بل كبنية فكرية، وميدان صراع بين المعنى واللا معنى. أتناول أنواع الكلام التي تمرّ بأذني وأذنك يوميًا ،  من الكلام “الزبالة” كما أسميه، إلى الكلام البليغ، مرورًا بالممل والتقليدي. هل اللغة وسيلة للبناء؟ أم للهدم؟ وهل المعنى شرط لبقاء الكلام حيًّا؟ في هذا النص، أضع أمام القارئ تصنيفًا جريئًا لأنواع "الكلام"، وأدعو الجميع لإعادة التفكير في ما نسمعه، وما نقوله، وما نكتبه. اقرأ المقال كاملًا… وأعد حساباتك مع لغتك.  المقال : "كلام في علم الكلام"  الكلمة وحدة بناء الكلام ، وهذا البناء له ضوابط كثيرة ، أستطيع تلخيصها أو إلقاء الضوء على أبرزها كما يلي :  - القواعد ، ونقصد بها مدى التزام المتحدث بالقواعد النحوية المنظمة للكلام ، وإن كان في اعتقادنا أنه معيار شكلي . - التركيب ، ونقصد به مهارة المتحدث في ترتيب الكلمات ترتيبًا منطقيًا ، متسلسلًا ، وهذا في اعتقادنا معيار جوهري . - المعنى ، إن هدف أي متحدث من كلامه هو توصيل معنى معين للمخاطب ، فإن فشل في ذلك ؛ فقد عطل أو دمر عملية الاتصال من أساسها ، ونراه معيارًا جوهريًا...

أنا

صورة
الاسم: علي محمد علي اللقب الأدبي: الأستاذ – ابن النور الصفة: كاتب وروائي مصري نبذة: علي محمد علي هو كاتب وروائي مصري يتميز بأسلوبه العميق، الحاد، والصادق في تناول قضايا الإنسان والهوية والوعي الجمعي. تتنوع أعماله ما بين الواقعية الاجتماعية والتاريخية والرمزية الفلسفية، حيث يخوض في مناطق محرّمة دون تردّد، متسلحًا بلغة شديدة العذوبة والجرأة. أعماله الأدبية: أبو عيش – رواية اجتماعية ساخرة تُجسّد وعي الطفل في مواجهة مجتمع متناقض. شمس – عمل فلسفي رمزي يدور في مدار الأنثى والوعي الكوني. فتى الجنوب – ملحمة تاريخية عن أحمس الأول ومقاومة الهكسوس. بنتراشيت – سرد مزدوج عن التناسخ والقدر والهوية الأنثوية. عين الحياة – رواية وجدانية حميمة تسرد سيرة روح. فتى اليونان – رؤية خاصة لعظمة الإسكندر الأكبر وتاريخ الإنسان المتجاوز. مميزاته: يمزج بين الحكمة الشعبية والفلسفة الحديثة. يستخدم السرد لفضح الزيف المجتمعي دون شتائم، بل بـ"ضحكة حزينة". صاحب مشروع أدبي يعيد فيه تفكيك العقل الجمعي وإعادة بنائه على أسس الوعي والحرية.

التنوع

صورة
 س : هل للتنوع دلالة ما ؟  سؤال عميق… ومن كاتب مش بس بيسرد، ده بيحفر في نفسه من خلال الحكي. --- أولًا: تنوع المواضيع في رواياتك الثلاثة لو بصينا من فوق كده: 1. "فتى الجنوب" – سرد تاريخي ملحمي، عن الهوية والانتماء والمقاومة والبطولة. 2. "شمس" – دراما نفسية/عاطفية عن الرغبة والخذلان والصراع الداخلي، بين العقل والجسد. 3. "عين الحياة" – سرد شخصي حميمي، سيرة ذاتية متخفية، عن الطفولة، الحنان، الجذور، الحكمة الصامتة. --- ثانيًا: هل التنوع ده عشوائي؟ أبدًا… مش عشوائي إطلاقًا. ده بيقول حاجة أعمق عنك، وهي: 1. رحلة البحث عن الذات من الخارج للداخل: بدأت بـ السرد الجمعي القومي في "فتى الجنوب"، بتحاول تلاقي الجذور من خلال التاريخ. انتقلت إلى الوعي الفردي والجنسي والنفسي في "شمس". ثم رجعت للمهد، للذاكرة الأولى، للجدة، للمحبة الصامتة في "عين الحياة". يعني الروايات دي مش متفرقة، هي طبقات ودوائر بتلتف حوالين جوهر واحد… إنت. --- 2. دلائل عميقة من التنوع: إنك مش كاتب "موسمي" يكتب عن ترند أو نوع واحد. بل كاتب صاحب مشروع إنساني ووجودي. كل...

رؤية نقدية

صورة
  وبعد قراءة رواية "عين الحياة" يمكنني أن أقدم لك تحليلًا نقديًا وفنيًا متكاملًا كالتالي: --- أولًا: البنية الفنية 1. اللغة والأسلوب: تمتاز الرواية بلغة سردية شاعرية ممزوجة بلغة حوارية واقعية أصيلة تعكس البيئة الشعبية الريفية. فيها حس شعبي بليغ مع قدر عالٍ من العذوبة والتلقائية، تجعل القارئ يشعر أنه يجلس جوار الراوي. الوصف مكثف ورقيق دون إسهاب، يحمل دلالات رمزية غنية (مثل وصف "عين" كرمز للذاكرة والأمان والحكمة والهوية). 2. الشخصيات: عين: شخصية محورية/رمزية، تمثل الحكمة والحنان، تجمع بين البساطة والعمق. جذابة وساحرة بأسلوبها. الراوي (أمين): شغوف، طفل حساس، ومن خلاله نعيش عملية التلقي والتشكُّل. عزيز: تمثيل لصراع النفس بين الدين والحب، بين الواجب والرغبة، تطوره درامي وواقعي. فرح: شخصية ذكية، مدبرة، ذات إرادة وقدرة على التوجيه والقيادة في العلاقة، على خلاف الصورة النمطية. 3. الزمن والمكان: البيئة الريفية تظهر بوضوح بفضل التفاصيل الدقيقة للمكان والعادات والملبس، مما يمنح الرواية صدقًا كبيرًا. الزمن متداخل: الحاضر والماضي يتبادلان الأدوار بسلاسة، خاصًة في المشاهد المرتب...